عن علو يزيد على مئتين وتسعين متراً، كانت "سامرّاء" تسير في غرفة زجاجية دائرية، في وسط مبنى ترى منه كل أطراف مدينة شنغهاي وأضوائها.
كانت تسير مأخوذة بجمال السماء، ولم تنتبه السائحة أنها تسير على طبقة ارضية زجاجية إلا بعد أن وجهت نظرها نزولاً. هالها المشهد للوهلة الأولى. مسافة ظلماء طويلة تفصلها عن أضواء السيارات اللامعة في أسفل الطريق. فهلعت من الخوف. بحركة سريعة لا إرادية انتقلت إلى النصف الاخر من الغرفة، حيث الاسمنت المدجّج يحميها من هذا المأزق. احتاجت سامرّاء ثوان طويلة حتى تهدأ. وعت بعدها أن نصف أرضية الغرفة زجاجي ونصفها الآخر اسمنتي. فكرت أن النصف الأخير هو حتماً لأمثالها الذين يهابون كل شيء جديد.
مئات الصينيين من مختلف المناطق، وبعض سائحين أجانب، يسيرون في هذه الغرفة في مبنى التلفزيون الصيني الشهير في شنغهاي "TV STATION".
مبنى عال، أبدع مهندسوه في تأسيس قاعدته العريضة. يضيق الاتساع كلما صعد النظر إلى أعلى، حتى يصل إلى نهايته. تتخلله ثلاث غرف دائرية، كانت سامرّاء في الوسطى منها.
مشتت سامرّاء فوق الزجاج مجدداً، متحدية جبنها. تنقلت بنظرها بين السماء والشارع البعيد في الأسفل، فشعرت أنها معلقة في سماء شنغهاي. أبحرت في هذا الشعور عميقاً حتى شعرت أنها إحدى آلهة الإغريق القدامى.
أعادها إلى الواقع، اقتراب شابة صينية منها، تطلب أن تشاركها في اتخاذ صورة معها. قبلت سامرّاء بسرور. استدركتها أخرى، فتشجع شاب بطلب ذلك أيضاً. لم تستغرب هي ذلك، فقد اعتادت على هذا الطلب منذ أن وطأت قدميها البلاد. قبل خمسة عشرة عاماً أخبرتها أختها، عن دهشة الصينيين فيها، عن ذهولهم لدى رؤيتهم أي أجنبي. قبل خمسة عشرة عاماً، كانت الصين في مهد انفتاحها على البلدان الأخرى، وكان وجود الأجنبي في بلادهم أمراً مستغرباً وهجيناً.
في العام 1911 انتهى حكم الامبراطوريات الديكتاتورية في الصين. تشبت بعدها حرب أهلية دامية بين حزبين قويين فيها، انتهت في العام 1949 بانتصار الحزب الشيوعي بقيادة "ماو تسي تونغ"، الذي أعلن قيام "جمهورية الصين الشعبية الشيوعية" في ذلك العام. لم تعش الصين في عصر تونغ الانفتاح، فقد بقيت موصودة الأبواب إلى أن تسلم "دنغ شياو بينغ" القيادة في البلاد في العام 1976، إثر منية "تونغ". وعمل إصلاحات اقتصادية هائلة. وبعهده مرت الصين في مرحلة انتقالية. تحول خلالها، الاقتصاد المخطط إلى اقتصاد مختلط مع بيئة سوق مفتوحة على نحو متزايد. وبسبب عوامل عدة مساعدة، إضافة إلى عدد سكانها الهائل "مليار ونصف المليار نسمة"، وتوفر اليد العاملة الرخيصة، صعدت الصين كأقوى سوق منتج في العالم. ومنذ عقد على الأقل باتت تعرف الصين بـ"العملاق الآسيوي"
مئات الصينيين من مختلف المناطق، وبعض سائحين أجانب، يسيرون في هذه الغرفة في مبنى التلفزيون الصيني الشهير في شنغهاي "TV STATION".
مبنى عال، أبدع مهندسوه في تأسيس قاعدته العريضة. يضيق الاتساع كلما صعد النظر إلى أعلى، حتى يصل إلى نهايته. تتخلله ثلاث غرف دائرية، كانت سامرّاء في الوسطى منها.
مشتت سامرّاء فوق الزجاج مجدداً، متحدية جبنها. تنقلت بنظرها بين السماء والشارع البعيد في الأسفل، فشعرت أنها معلقة في سماء شنغهاي. أبحرت في هذا الشعور عميقاً حتى شعرت أنها إحدى آلهة الإغريق القدامى.
أعادها إلى الواقع، اقتراب شابة صينية منها، تطلب أن تشاركها في اتخاذ صورة معها. قبلت سامرّاء بسرور. استدركتها أخرى، فتشجع شاب بطلب ذلك أيضاً. لم تستغرب هي ذلك، فقد اعتادت على هذا الطلب منذ أن وطأت قدميها البلاد. قبل خمسة عشرة عاماً أخبرتها أختها، عن دهشة الصينيين فيها، عن ذهولهم لدى رؤيتهم أي أجنبي. قبل خمسة عشرة عاماً، كانت الصين في مهد انفتاحها على البلدان الأخرى، وكان وجود الأجنبي في بلادهم أمراً مستغرباً وهجيناً.
في العام 1911 انتهى حكم الامبراطوريات الديكتاتورية في الصين. تشبت بعدها حرب أهلية دامية بين حزبين قويين فيها، انتهت في العام 1949 بانتصار الحزب الشيوعي بقيادة "ماو تسي تونغ"، الذي أعلن قيام "جمهورية الصين الشعبية الشيوعية" في ذلك العام. لم تعش الصين في عصر تونغ الانفتاح، فقد بقيت موصودة الأبواب إلى أن تسلم "دنغ شياو بينغ" القيادة في البلاد في العام 1976، إثر منية "تونغ". وعمل إصلاحات اقتصادية هائلة. وبعهده مرت الصين في مرحلة انتقالية. تحول خلالها، الاقتصاد المخطط إلى اقتصاد مختلط مع بيئة سوق مفتوحة على نحو متزايد. وبسبب عوامل عدة مساعدة، إضافة إلى عدد سكانها الهائل "مليار ونصف المليار نسمة"، وتوفر اليد العاملة الرخيصة، صعدت الصين كأقوى سوق منتج في العالم. ومنذ عقد على الأقل باتت تعرف الصين بـ"العملاق الآسيوي"